التألق السريع كان ملخص الحكاية القصيرة التي يعيشها المحترف المصري محمد صلاح مع ليفربول، فهو يصنع ويسجل منذ مباراته الرسمية الأولى بقميص الريدز في الدوري الإنجليزي، والآن صار أحد أبرز الصفقات الجديدة التي تألقت وأثبتت جدارتها في البريميرليج.
يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، أصر على التعاقد مع محمد صلاح في الميركاتو الماضي؛ لأنه رغب في امتلاك جناحين من أصحاب السرعة العالية مثل صلاح والسنغالي ساديو ماني، لذلك قرر المدرب الألماني في بداية الموسم تغيير مركز ماني من اليمين إلى اليسار حتى تتاح للأخير الفرصة أن يلعب في نفس التشكيل بجوار صلاح.
برز دور صلاح سريعًا مع ليفربول لأن كلوب يعتمد على الأطراف الهجومية في صناعة اللعب، لذلك أصبح الثنائي ساديو ماني وصلاح مكلفين دائمًا بنقل الكرة سريعًا من وسط ملعب الريدز إلى منطقة جزاء المنافسين.
الأمر الآخر الذي ساعد صلاح على التألق سريعًا في ليفربول هو أنه لا يستحوذ على الأضواء بمفرده في قلعة الريدز، ولكن أي فريق يواجه ليفربول يعلم جيدًا أن يملك ثنائي آخر غاية في الخطورة بالخط الأمامي مثل ساديو ماني وروبيرتو فيرمينيو؛ لذلك فإن هذا الأمر يعطي حرية أكبر لصلاح في الهجوم عكس تواجده في روما عندما كنا كل الأنظار تتوجه له في هجوم الذئاب.
في بعض الأحيان، لا يحتاج صلاح إلى تواجد صانع ألعاب في خط وسط ليفربول من أجل أن يتألق؛ لأن الريدز يشكل خطورة كبيرة من الهجمات المرتدة المباغتة، عندما تقطع الكرة من المنافس وتنقل بأقصى سرعة إلى واحد من ماني أو صلاح، حيث تكون السرعة هي عامل الحسم للتفوق على دفاع أي منافس والوصول إلى مرماه وهذا الأمر متمرس عليه المحترف المصري تمامًا.
وضح تمامًا منذ أول مباراة لصلاح مع ليفربول أن يورجن كلوب يطلب منه التواجد كمهاجم ثانٍ في منطقة الجزاء خلال الهجمات المنظمة والتي يتم تشكيلها من الجهة العكسية التي لا يلعب بها صلاح، وهذا الدور أيضًا سبق أن قام به صلاح سواء مع المنتخب الوطني أو في فريقه السابق روما.
في النهاية، لا بد من ذكر أن الخبرة الاحترافية التي يمتلكها صلاح وجعلته يتألق في أكثر من دوري أوروبي ساهمت أيضًا في أن تكون عودته إلى البريميرلييج للمرة الثانية مختلفة وأن يتأقلم سريعًا على أجواء اللعب مع ليفربول.